نورهــان كـاهنـــة تكتب:
أن تُصوّت المملكة العربيّة السعودية والإمارات والبحرين لفائدة الملّف الثّلاثي المشترك بين الولايات المتّحدة الأمريكيّة والمكسيك وكندا في مواجهتهم للملّف المغربي لحسم معركة استضافة بطولة كأس العالم 2026 ليس إلّا ثأرا لنفسها من صفعة ملكيّة مغربيّة مُعارضة تلقتّها مع إعلان الحصار على قطر في الصائفة الماضية.
فمع إعلانها الحصار في السّادس من جوان 2017 شكّلت المملكة العربيّة السعوديّة حلفا عربيّا ديبلوماسيّا ودعت الدّول الصديقة للوقوف في صفّها وقطع علاقاتها مع قطر وهو ما لم تستجب له المملكة المغربيّة –بالرّغم من علاقاتها المستقرّة مع السعوديّة- حتّى أنّها سارعت إلى مدّ ذاك البلد المُحاصر –أي قطر- بمساعدات شملت مواد غذائيّة وأدوية.
حصـار ريـاضـيّ !
لقد استفزّ الموقف المغربي –من دون شكّ- السعوديّة وهو ما سبق وكشفته تدوينات نشرها بعض مسؤولي المملكة العربيّة ولعلّ أبرزها تدوينة لرئيس الهيئة العامّة للرياضة، الأمير تركي آل الشّيخ، نشرها على موقع التّواصل الاجتماعي " تويتر" بخصوص دعم مملكته لملفّ المغرب في الترشّح لتنظيم كأس العالم 2026 قال فيها "هناك من أخطى البوصلة اذا اردت الدعم فعرين الاسود في الرياض هو مكان الدعم. ما تقوم به هو اضاعة للوقت، دع الدويلة تنفعك، رسالة من الخليج ل المحيط".
هذا التصريح وغيره من التّصريحات المعادية ليست إلّا تحدّ واضح للحلف الثّلاثي الخليجي للثأر من المغرب الذّي حاولت بعض الدول إسعافه من حصار رياضيّ دعت إليه الريّاض واستجاب له الأصدقاء ليكون من نصيب المغرب 65 صوتا فقط مقابل 134 صوتا لفائدة الملّف الثلاثي القارّي، ففي حين صوّتت تونس والجزائر وليبيا وموريتانيا ومصر والسودان وفلسطين وسوريا وعمان وقطر واليمن وجيبوتي وجزر القمر والصومال إلى جانب دول أخرى لصالح المغرب، اختار العراق والأردن والكويت ولبنان أن يسير على خطى دول الحصار الثلاث.
تحالُـــــــف ضدّ المغــرب؟
حفل التصويت الذّي انتُظم أمس الأربعاء 14 جوان 2018 تحت إشراف الاتّحاد الدّولي لكرة القدم (الفيفا) خلال مؤتمره التّنفيذي الثّامن والسّتين جاء وسط الحديث عن ضغوطات صنّاع القرار السياسي السعودي على بعض الدّول الأوروبيّة والآسيويّة لعلّها تنجحُ في جعلها تحيد بصوتها عن شمال القارة الأفريقية لفائدة شمال القارة الأمريكيّة، حيث جاء في صحيفة " القدس العربي " أن البعثة السعوديّة لموسكو نظّمت أوّل أمس الثلاثاء إفطارا في فندق المتروبول بالعاصمة للضغط على بعض الدّول الأوروبيّة و استمالة أصواتها لفائدة الملفّ الثلاثي المشترك بعد أن سبق ونظّمت إفطارا مماثلا الاثنين دعت إليه مجموعة من دول غرب آسيا.
من الواضح أنّ هذه المناسبة الرياضيّة شكّلت امتدادا للأحلاف العسكريّة والسياسية والاقتصاديّة نحو الشأن الرّياضي فالكويت عضو لمجلس التّعاون الخليجي والأردن يتنفسّ الصّعداء بفضل " قمّة مكّة " التّي قادتها السّعودية لإنهاء أزمته الاجتماعية، وفي حين امتنعت إيران عن تصويتها لفائدة المترشحيّن نتيجة لخلافاتها المستمرّة مع الولايات المتّحدة الأمريكية وكذلك المغرب إثر قراره بداية الشهر الماضي بقطع علاقاته الدّيبلوماسية مع طهران واتّهامها بتسهيل إرسال أسلحة إلى جبهة البوليساريو عبر سفارتها في الجزائر، فإنّ العراق واجه نفس الضغوطات التّي تواجهه على الميدان.
السّعودية لا مصلحة لها سواء تجمّع العالم سنة 2026 تحت راية المغرب أو أمريكا، لكنّ حلم المغاربة في متابعة أجواء كأس العالم من الملاعب –وليس من خلف شاشات التّلفاز- تبخّر مُنذ اختار ملكهم أن يعزّز محور دفاع قطر في هجمة ديبلوماسيّة شنّتها ضدّه دول الحصار.
قائمة المصوتّين للمترشّحين voting-results-for-the-2026-fifa-world-cup.pdf.